الأحد - 01 مايو 2022 - الساعة 10:25 م بتوقيت اليمن ،،،
مدى برس/ إرم نيوز:
أصدرت الروائية التونسية الشابة لمياء الفالح، مجموعة قصصية بعنوان ”محاولات تعويض“ التي تغوص فيها ومن خلال شخصياتها في عمق مشاكل نفسية وعاطفية واجتماعية تواجهها هذه الشخصيات في علاقات متشابكة ومعقدة بينها.
هذه المجموعة القصصية الصادرة عن دار ”نحن“ للنشر والتوزيع، هي العمل الثاني للمياء الفالح بعد روايتها ”أحببت جلّادي“، وتقع في 132 صفحة من الحجم المتوسط وتضم ثلاث أقاصيص طويلة وهي ”حلمُ ليلة شتوّية“ و“مُحاولات تعويض“ وهو نفس العنوان الذي تصدر المجموعة في حين كان عنوان القصة الثالثة ”أعد إلي قلبي“.
واشتغلت الروائية التونسية الشابة على محاور سبق أن طرحتها في روايتها الأولى وهي الجوانب النفسية والعاطفية والإنسانية والاجتماعية للشخصيات التي تحرك مجرى الأحداث، ورغم استقلالية كل قصة فإن هناك خيطا رابطا بين أحداثها وطبيعة العلاقات بين شخصياتها والغايات التي ترنو الكاتبة إلى إدراكها.
ويبدو العنوان شاملا وجامعا ومعبرا عن الأفكار الواردة في القصص الثلاث وتدور الفكرة الرئيسة في كل منها حول النكسات والصدمات التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته فتُسقطه في دوّامة من الألم والقنوط والمشاعر السلبية أو تدفعه إلى النهوض من جديد والتسلح بعزيمة أكبر لمواجهة المزيد من الخيبات.
حلم ليلة شتوية
في القصة الأولى ”حلم ليلة شتوية“ تروي لمياء الفالح قصة شابة في الثلاثين من عمرها تعيش خارج وطنها وتجد صعوبة في التأقلم مع الحياة في بلاد المهجر، ما دفعها إلى الوقوع فريسة الوحدة والعزلة والانطواء، حتى تفرق الأصدقاء من حولها ووصفوها بالانطوائية لأنها عجزت عن إقامة علاقات تواصل معهم.
ودفع هذا الوضع بالشابة الثلاثينية إلى اختلاق عالم افتراضي تعيشه بخيالها في محاولة للتعويض عن الحرمان والفشل الذي تواجهه في الواقع.
محاولات تعويض
أما قصة ”محاولات تعويض“ فتتداخل فيها الأحداث بين الحاضر والماضي، وتلعب فيها الصدفة دورا كبيرا في تحديد العلاقات بين الشخصيات.
وفي هذه القصة يموت حبيب البطلة الذي رافقها وعشقها لسنوات ليقلب حياتها رأسا على عقب، وفي هذه اللحظة يتقدم صديق لها كان قد رافقها على مقاعد الدراسة وأحبها، ليعرض عليها الزواج.
ومن خلال هذا العرض كان الشاب يتطلع إلى تجاوز أحزان الحبّ الموجعة التي طبعت علاقتهما سابقا والتخلص من محنة الماضي، فتوافق الفتاة ويتزوجان دون علم العائلة التي تبرّأت منها ودفعتها على محنة جديدة لا تخلو من صراع الفوارق الاجتماعية بين العائلتين والزوجين.
أعد إليّ قلبي
في القصة الثالثة ”أعد إليّ قلبي“ تخوض الكاتبة تجربة ”الرومنسية القاتمة“ وتستخدم تقنية الاسترجاع خلال السرد.
وتروي هذه القصة حكاية رجل يعاني اضطرابا نفسيا يدخل على أحد الأطباء المتخصصين في زراعة القلب ويطلب منه انتزاع قلبه الذي سبق وزرعه له منذ عشر سنوات.
وبينما يستغرب الطبيب ويرفض مطلبه، يمسك الرجل مشرطا محاولا شق صدره ونزعه بنفسه مدعيا أن حياته تحولت إلى جحيم بسبب هذا ”القلب اللعين“.
ويكشف تتالي الأحداث أن الرجل كان قد قتل زوجته وأن القلب الذي ينبض داخله إنما هو قلب زوجته الذي عذبه كلما تراءت له ذكريات الماضي.