الخميس - 12 مايو 2022 - الساعة 03:44 م بتوقيت اليمن ،،،
مدى برس/ إلهام الطالبي:
يعبرون عن التمييز والغربة ويحكون قصصهم مع العنف في أغانيهم، هم نجوم الراب الألماني من أصول عربية، انتقلوا من الضواحي والفقر إلى الشهرة، "الهيب هوب" بالنسبة إليهم وسيلة للتعبير عن المعاناة الأسرية والرفض المجتمعي.
يبحثون عن جذورهم من خلال الكلمات، بعضهم نجح في مواجهة طفولته الصعبة وبعضهم الآخر يحاول العلاج آملاً في التخلص من لعنة الماضي البائس.
البحث عن الجذور
حنان حمدي الملقبة بـ "ناميكا"، تعد من أهم نجوم "الهيب هوب" في ألمانيا، وتحظى أغانيها بشعبية واسعة لدى الشباب الألماني. ولدت حمدي في مدينة فرانكفورت، وتنحدر عائلتها من الناظور الواقعة شمال المغرب، وهي مدينة صغيرة معروفة بهجرة سكانها إلى أوروبا، خصوصاً إلى ألمانيا.
الرغبة في البحث عن الجذور دفعت "ناميكا" إلى إصدار أغنية عن مدينة الناظور، كما أصدرت أغنية أخرى عن والدها أحمد تحكي قصتها الحقيقية وكيف أن والدتها لم تكن ترغب في الارتباط بوالدها، لكنها احتراماً لعائلتها تزوجت به.
تشير نجمة "الهيب هوب" إلى أن والدها كان يعتقد أنه بعد سفره إلى ألمانيا سيجني المال بسهولة ومن دون أن يحتاج للعمل، ولم يكن يفعل أي شيء لأجل تأمين لقمة العيش لزوجته.
كانت والدتها تعمل في التنظيف بالفندق لدفع إيجار بيت صغير تعيش فيه مع زوجها، واستمرت في العمل حتى خلال فترة حملها، على حد تعبير نجمة "الهيب هوب".
وقالت حمدي عن والدها، "لم أره أبداً ولم أسمعه أبداً ولم أفهمه أبداً، لكن الجميع يعتقد أنني أشبه ملامحه". تم ترحيل والدها من ألمانيا إلى السجن في مدينة الناظور قبل ولادتها بسبب تورطه في المخدرات، على حد تعبيرها.
"يما سأخرجنا من هنا"
يعد الراب بالنسبة لحنان حمدي وسيلة للتعبير عن تجاربها الشخصية وعن علاقتها بالأب، وفي هذا الصدد أوضحت "وعندما ذهبت للبحث عنه في سن الـ 14 كان قد مات بالسرطان".
وفي أغنيتها "كيوالو" توجه الفنانة الألمانية من أصول مغربية رسالة لوالدتها تقول، "يما سأخرجنا من هنا"، و"يما" كلمة أمازيغية تعني الأم، وهنا تقدم وعداً لوالدتها بأنها ستخرجها من حياة الفقر وستنقلها إلى منزل أكبر. ونجحت في أن تتحول إلى نجمة في "الهيب هوب" وإلى قدوة لعدد من الأطفال والشباب الألماني.
من الإجرام إلى النجومية
العنف الأسري هو ما عاناه أيضاً مغني الراب الألماني من أصول تونسية المعرف بـ "بوشيدو"، واسمه الأصلي أنيس محمد يوسف الفرشيشي.
ترك والده التونسي والدته الألمانية بعد تعنيفها، وكان "بوشيدو" في عمر الأربع سنوات، مما تسبب له في مشكلات نفسية، ولتجاوزها فهو يخضع للعلاج النفسي لأجل أن يكون أباً جيداً لأطفاله، على حد تعبيره.
ويعد من أهم نجوم الراب في ألمانيا، وحصل على جائزة "MTV" لأفضل عمل ألماني، وغيرها من الجوائز.
تحول نجم الراب "بوشيدو" من شاب متورط في قضايا إجرامية مثل العنف والمخدرات إلى مغني راب فرض اسمه في الساحة الفنية بألمانيا، ولديه كثير من المعجبين، كما يعد من الوجوه الإعلامية المحبوبة لدى الشباب هناك، ويعمل حالياً على تسويق صورة جيدة عن مغني الراب من أصول مهاجرة.
"معاد للمجتمع"
ولد نجم الراب الألماني فريد بانغ في المغرب، واسمه الحقيقي فريد العبدلاوي، وعندما كان في عمر الثامنة دخل والده السجن بتهمة تهريب المخدرات، لتنتقل به والدته بعد طلاقها إلى ألمانيا ويصبح من مشاهير الراب، لكنه متهم باستعمال عبارات عنيفة وخلق خلافات آخرها صيف العام 2018 مع زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينية أليس فايدل بعدما وصفته بأنه "ليس أكثر من مغربي معاد للمجتمع"، ورد عليها بشتمها واتهامها بالنازية.
حقوق النساء من أصول مهاجرة
ومن خلال الراب يعبر شباب من أصول عربية عما يشعرون به، مثل المغنية من أصول فلسطينية سهيل عواد التي دافعت عن حقوق النساء من أصول مهاجرة، وانتقدت بشدة إقصاء المجتمع لهن بسبب مظهرهن الخارجي، لكن أغانيها تعبر أيضاً عن ارتباطها بالوطن الأصل.
عواد قالت في إحدى أغانيها، "ليس هناك شك، برلين هي بيتي، ولكن فلسطين هي بيتي أيضاً".
ولجأت عائلة مغني الراب الفلسطيني "ماسيف"، واسمه الحقيقي وسيم طه إلى ألمانيا بحثاً عن الأمان ومستقبل أفضل لأبنائها، لكن الشاب لم ينجح في مواصلة تعليمه فتوجه إلى التكوين المهني بمجال الميكانيكا.
وبعد تجارب مهنية أدرك أنه من الأفضل أن يتوجه إلى غناء الراب، وليتحقق حلمه ينبغي أن ينتقل مع عائلته إلى برلين حيث توجد فرص كبيرة للنجاح، ليصبح حينها من أهم نجوم "الهيب هوب" من أصول عربية.
ويدافع "ماسيف" عن حقوق اللاجئين والمهاجرين في ألمانيا، وكان أطلق حملة لدعم اللاجئين الأوكرانيين ومساعدتهم.
المصدر: اندبندنت عربي