الخميس - 19 مايو 2022 - الساعة 10:45 م بتوقيت اليمن ،،،
تعز/ مدى برس/ شاهر سعد:
من الأهميه بمكان ان يكون الأنسان غاية، وان تكون القريه مهدنا و مرتع صبانا، هي بيتنا الأول وكنفنا الاصيل في حضن وطننا اليمني، لا سيما ونذير الخطر بالمجاعه قادم، فكيف بمقدورنا أن ننسى قريتنا، التي أكلنا من طيباتها، وغرست أقدامنا الحافية باشواك سنفها وعلبها (سدرها)وعسقها وخدشها ؛ بل شُجت رؤوسنا بأحجارها؛ كيف و مازال بعضنا يحمل آثارها في جسمه حتى اليوم سمة تميزه !.
وعندما قرر الشرفاء والغيورين أن يلوذوا الى قراهم بعدما اوصدت الابواب أمامهم أخرجوا ما عندهم واستثمروا قدراتهم و أذهانهم ، وغدوا قادة مجتمعيين بلسان قومهم مناديب عن قراهم وتحققت المقولة ( رب ضارة نافعه )..
وان كان من محاسن للحرب والنزوح فلعلها الوحيدة و الاهم، في حين أن البعض لم يحسن استغلال تلك الظروف والصمود في وجه العوائق، نجد البعض الآخر احسن توظيف ملكاته، وفي قدس عزلة تجود بها مديرية المواسط بمحافظة تعز ابطال هذه الحكاية قد سبقوا بتنبئهم مجاعه و أزمة للحبوب قادمه فشحذوا هممهم و شمروا سواعدهم الى الحقول لعلها تجود بما شحت عنه يد الظروف واعادوا علاقة الارض بالانسان في ايقاع تشدو للحنه كل البقاع احلامهم في امهم الارض واملهم بمن شقها وصب ماء سماها.
و هانحن أمام تجربة تبلغ في روعتها ما يبعث على الفخر و الاعتزاز و هي بحق نموذج يُقتدى به للخروج من ظلام السلبية الى وهج الأمل انها غراس التنمية، (المنتدى الزراعي بقدس ) كما اطلقو عليه.
المعروف عن قدس انها اكبر عزلة في الجمهوريه اليمنيه في كثافتها السكانية و مساحتها، و بها مساحات زراعية تجود بخيرها. قدس من داخلها تخرجت حشود متتالية ما بين كبار الاطباء و باحثين و دكاترة جامعات و مهندسين و قادة سياسيين و عسكريين. نسبه الاميه لديهم منخفضه جدا آخذة بالزوال و يغلب على المرأة فيها ان تكون شريكة للرجل في شتى مناحي الحياة وفي مختلف المجالات في الحقول تجدوا النساء مزارعات جنبا بجنب الى رجالهن وفي المدرسه توجد الوكيلة والمديرة وفي المرفق الصحي توجد الطبيبة والاخصائية وفي البيت مدبرة و ربت بيت وقد توجد بمهنة الخياطه والتطريز.
من هذا كله جاءت فكرة (المنتدى الزراعي بقدس ) ليشكل توليفة من المختصين بالزراعه وما يسمون بقادة مجتمعيين وقادة ريفيين وفلاحين مزارعين وبدى كلوحه جميله تجمع جمال الريف مع ربط الاصاله بالمعاصرة وفتحو قنوات اتصال وتنسيق و التشبيك مع المنظمات الداعمة و الجهات الحكومية من وزارة الزراعه و السلطة المحلية و غيرها والاستفادة من اي دعم مقدم بما يلبي متطلبات خططهم و يشبع حاجاتهم والاولويات الملحه لهم فاسسو مداميك التنميه الريفيه والتمكين الاقتصادي المجتمعي ويعود ليعود بالنفع على الجميع.
كما ان المنتدى يشكل اساسا مهما لردم الفجوات بين السلطة المحلية و المجتمعات و بين الجهات الداعمة و الجهات الحكومية المعنية ويضع العمل الزراعي في مساره الصحيح بعيدا عن العشوائيه و الارتجاليه وازدواج الفرص او تحيزها حيث تبنى المنتدى الشفافية و تكافؤ الفرص مبدأ من مبادئه. حينها تسخر الطاقات لرفع الوعي المجتمعي باهمية الزراعة و تحسين القدرات للمزارعين وتحسين الانتاج الزراعي كما ونوعا وتشجيع غرس الاشجار المثمرة واعادة الاهتمام بشجيرة البن بالاستفادة من ذوي الخبرات مزارعين و مرشدين و مهندسين و دكاترة زراعيين .السعي لتوفير المدخلات الزراعية و تسويق المحاصيل في أسواق العمل اهداف للمنتدى
و يمثل المنتدى همزة وصل بين المجتمع الريفي و مراكز البحوث الزراعية و كافة الجهات المعنية.
دعونا الان نعرف اكثر من مؤسس المنتدى الزراعي بقدس الناشط التنموي محفز مجتمعي واستشاري الصندوق الاجتماعي للتنمية ومدرب الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني و هو نازح، انه المهندس الزراعي "محمد أمين النبهاني".
*نرحب بك استاذ محمد النبهاني برجاء ذكر نبذة مختصرة عنك مؤهلات وخبرات؟
يجيب قائلا: اولا لك الشكر استاذ شاهر هذه الفرصة للتعبير والشكر من خلالك لكل من يهمه تشجيع التجارب الناجحة واخذ الدروس المستفادة من قصص النجاح. وهذه نبذة عني: الاسم محمد أمين عوض النبهاني. خريج علوم زراعية تخصص علوم وتكنولوجيا الغذاء من كلية الزراعة جامعة صنعاء ١٩٩٧ م مدرب سابق في المعهد الزراعي المهني بالحديدة استشاري تمكين مجتمعي بالصندوق الاجتماعي للتنمية عملت مع منظمات في البيطرة والزراعة مدرب ومعالج ومدرب تنمية بشرية وجمعيات زراعية وادارة مشاريع مع خبرات في التغذية واخرى في سيرتي الذاتية والحمد لله.
*ممكن تعطينا فكرة شامله ومتكامله عن فكرة واهداف المنتدى ومتى بدأتم وما هي خططكم ؟
يجيب قائلا: في مبادرة ذاتية تشرفت بالقيام بها قمت بفتح مجموعة واتساب اسميتها المنتدى الزراعي بقدس في تاريخ ١٦ فبراير لهذا العام ٢٠٢٢ م يضم منسقي قرى مماسي عزلة قدس الاربعه قرى ممسى الكدرة وقرى ممسى الحوبان وقرى ممسى الاشروح وقرى ممسى الزبيرة مع منسقي المماسي الاربعة انفسهم مع افراد المشاركة المجتمعية بالمديرية مع مدراء مكاتب الزراعة بمحافظة تعز والمديرية مع مدير المديرية و امين عام المجالس المحلية بالمديرية والمسئول الاعلامي للمديرية مع شخصيات اعتبارية ورعية ومزارعين ومهندسين زراعيين في تخصصاتهم ودكاترة اكاديميين مشاركين بالمنظمات الداعمة كالفاو والنرويجية والفرنسية وغيرها يعني خليط تكاملي مما استطعنا اليه سبيلا. كما قمنا بوضع لا ئحه داخليه منظمه لعملنا وللنشر بضوابط ومحكمه بحيث تكون مواد النشر مفيدة وفي خدمه التنميه والشرح يطول لو دخلنا بتفاصيلها.
*اما فكرة المنتدى تتمثل في وصفه: جماعه عمل تسعى لخدمة المزارعين بعزلة قدس لا يتبع أي طيف او معتقد مهني خالص و هو لتبادل الخبرات الزراعية لتحسين قدرات المزارعين باستغلال مواردنا المحلية و الاستفادة من البرامج المتاحة و الداعمة لسبل العيش وتحسين مستوى دخل الأسرة.
*ما هي المحاصيل المزروعه لديكم في قدس ؟ والظروف الزراعية ومشاكلكم و المقترحات
يجيب قائلا: المحاصيل الحبوب المعروفة بالزراعة المطرية اصناف الذرة الشامية في الوديان كالاشروح والذرة الرفيعه في غالب ارجاء العزلة والغَرِب و الدخن في المنخفضات كالزبيرة والاهجوم وصبن من ممسى الزبيرة، من الخضروات يوجد الطماطم والكوسة في الاشروح بكميات كفاية الاسر المنتجة
والجزر الهندي في الزبيرة.
من الفواكه الجوافة الرمان في المرتفعات الموز في الزبيرة، كذا القشطة المسماه محليا بالعاط ايضا في نحاري السيول الوديان المحاصيل النقدية يوجد البن. مشاكلنا الري موسمي بالامطار، بحاجة لمشاريع حصاد مياه أمطار السيول خزانات تجميعية ستحول العزلة لجنات، القات ودوره السيء في تحديد مياه الري الزراعى وما يلحق من تبعات صحية ومجتمعية وهو اخذ بالزوال بتفعيل الدور الارشادي والتوعوي المجتمعي وغرس قناعات ذاتية بالاحجام عن زراعاته و الاستغلال الامثل للدعم الزراعي للمحصول البديل البن ما امكن طبقا لرغبات المزارعين بذلك.
مشكلة المدخلات الزراعية وارتفاغ تكاليف الانتاج الزراعي الاسمدة المبيدات وغياب دور الارشاد الزراعي البيطري، تفتت الحيازات الزراعية و اقحام المزارعين المشتركين من ارض الغير بتعويضات باهضة تصل الى نصف المحصول لملاك اغلب لاراضي الزراعية وهم لا يشكلون اكثر من ٤٠ ٪ من مجتمع المناطق المنزرعة.
سوء التسويق الزراعي وتذبذب اسعار الصرف، غياب فرص العمل والتدريب المهني الزراعي البيطري فالعزلة تختاج على الاقل الى معهد بيطري زراعي وهي كانت فرصة قائمة ضاعت مع الاحداث
وستلبي هذه المعاهد باحتياجات المناطق من الكوادر الزراعية المؤهلة، ونحتاج الى تحسين التدهور القائم في الصفات الوراثية الكمية للمحاصيل فالتلقيح خلطي.
وهناك جملة من التطلعات والهموم لايتسع المقام لذكرها، طبعا نقاط القوة والفرص، تنوع تضاريس وبيئات زراعية يعطي تنوع محاصيل
صلاحية مناطق لاقامة سدود ووجود (نيس واحجار موارد طبيعية )، وجود مخرجات تعليم ثانوي راغبين بالتعليم الزراعي موارد بشرية، اعتدال الجو ومناسبته لنمو اغلب المحاصيل الزراعية مورد طبيعي، قرب المناطق من الاسواق.
*وعن نشاط المرأة لديكم ماهي العقبات التي تعترضكم وتصوراتكم في تجاوزها ؟
يجيب قائلا: ساكون صريحا معك المرأة في مجتمعنا في الغالب شريك قوي للرجل بل وتسانده في مهامه الحقلية ونسبة الامية في الاناث لدينا لا تتعدى برقم تقديري ٣٠ ٪ ، والمرأة لدينا معلمات جامعيات وخريجات دبلوم صحي وطب اسنان، ومن فاتها التعليم الجامعي واخذت نصيبا من التعليم وتقرا وتكتب او ثانوية في القلة، فهي خريجة جامعة التنمية الزراعية، وبالمعنى الاصطلاحي بمعنى انها مربية النبات والمواشي ولا تخلو بيت من امراة منتجة زراعيا تجدها زوارة الحقول مسبحة محمدة لله و طالبة غيثه لينهال عليها وعلى اسرها عطاياه متاعا لنا ولا أنعامنا، ومنهن الخائطات في كسوة العيد والبائعات للعطور والطيب فيما بيننا لتزود عيالها بما تفرضه فاقة الدهر في ظل هذه الظروف
هن مربيات للرجال ومصانعه فهي كما قال لها يدان بيد تهز مهد صبيها وبالاخرى تدفع عجلة الحياة
سواء وحيدة كعائلة اسرتها او برفقة شريكها في الحقل مع مهنته الاخرى، وتحتاج لتشغل دورها المامول دورات في الاشغال والانشطة المدرة للدخل
نستهدف بها الاسر الفقيرة و الارامل و المعيلات الوحيدات لاسرهن.
لدينا تطلع لدعم مشغل نسوي للخياطة و التطريز والاشغال اليدوية لاحياء التراث الشعبي من ملابس وطاقيات وحلي ونحوها وتجهيزات عرائس و تدريب الصناعات الغذائية المنزلية كالكيك والصلصة والمربيات، ودورات في تربية المواشي ورعايتها باسس بيطرية ودورات في زراعة الفواكه والخضروات، كما نحتاج دعم نوعي بمدخلات الزراعة كالصوب الزراعية ومستلزماتها لزراعة الخضروات على راسها الطماطم التي تستهلك بارتفاعات اسعاره الجنونية جزء كبير من دخل الأسرة ويكون هذا الدعم وفق معايير مدروسة لمواجهة الفقر وتمكين المرأة اقتصاديا
لتستبين الفكرة.
فلنتخيل امرأة دون عائل ليس لها موارد او قدرات كيف بها ان تنهض من مستوى الفقر فضلا عن الاحمال الاسرية اللاحقة، وعلى مستوى المناصرة القانونية لحقوق المرأة المتعارف عليها شرعا وعرفا
نحتاج دورات ارساء هذه الامور ومناصرة قضاياها كالطلاق التعسفي و حضانة الاطفال والصحة الانجابية حيث توجد امراض وراثية يفترض الحد منها بمراعاتها والتزام تحليل طبي عند الزواج بالاقارب كانيميا البحر الابيض المتوسط
ظاهرة الزواج المبكر والعمل الحقلي والأسري والتعليم المختلط حدت من تشجيع التعليم الجامعي للمرأة لحالات معنوية احصائيا وهذا ينطبق عليهن الا من يحالفها الحظ في سكن جامعي او انتقال للعيش في اجواء اسرية لدى الاقارب بالمدن مع وجود قناعات قوية باهمية مواصلة التعلبم الجامعي
نحن كمجتمع نتبنى قضايا المرأة ونتفهمها وانتمائها لاي محفل نحن به هو انتماءنا اصلا، وربما لم انقل الصورة بمجملها بقدر ما يمكن لاي دراسة تحليلية ان تحققه، لكني اشعر بكل ما اقوله وبطبيعة الحال لسنا اسوا من غيرنا من المجتمعات المثيلة ريفيا والحمد لله افضل واجمل.. واستعدادنا كبير للتعاون في تطوير منطقتنا وتنميتها.
