الخميس - 02 يونيو 2022 - الساعة 09:10 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ خاص:
بعد ان حبس اليمنيون أنفاسهم خلال الايام الفائتة التي تأرجحت خلالها إمكانية تجديد الهدنة الأممية او تفجير الصراع مجددا، وتعقد المفاوضات حول التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد الهدنة الأممية على خلفية رفض الحوثي تخفيف الحصار عن تعز.
اعلن المبعوث الأممي موافقة الحكومة اليمنية الشرعية وميليشيات الحوثي، اليوم الخميس، على تمديد الهدنة الحالية في اليمن لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهاء مفاعليها ومساهمتها إلى حد كبير في خفض العنف في البلد وسماحها لليمنيين بالسفر من مطار صنعاء للمرة الأولى منذ ست سنوات في رحلات تجارية آخرها بين العاصمة اليمنية والقاهرة الأربعاء.
وفي هذا الصدد قال غروندبرغ "أود أن أعلن استجابة أطراف النزاع بشكل إيجابي على اقتراح الأمم المتحدة لتجديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين. وتدخل الهدنة المجددة حيّز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية"، أي بنهاية الخميس.
وخاض المبعوث الأممي محادثات مكثفة مع أطراف النزاع كافة خلال الأيام الماضية لدفعهم نحو تمديد الهدنة.
وبينما أعلنت جماعة الحوثي والحكومة عدم ممانعتهما في التمديد، إلا أنهما وضعتا شروطا لذلك.
حيث عقد مجلس القيادة الرئاسي، في عدن العاصمة المؤقتة اليوم الخميس 2 يونيو/ حزيران، اجتماعاً برئاسة رئيس المجلس الدكتور رشاد محمد العليمي، لمناقشة المستجدات ونتائج الحراك الدبلوماسي الكبير الذي تشهده العاصمة المؤقتة عدن بشأن الهدنة الإنسانية وتجديدها، أكد المجلس والحكومة الشرعية على دعم كافة المساعي لإنجاح جهود مبعوث الأمم المتحدة فيما يخص تمديد الهدنة، وإلزام المليشيات الحوثية الوفاء بتعهداتها المتعلقة بفتح معابر تعز، ودفع رواتب الموظفين من عائدات سفن المشتقات النفطية الواصلة إلى موانئ الحديدة، فيما يطالب الحوثيون بأن تدفع الحكومة رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم.
وكانت الاوضاع تقف امام عدة مسارات في حال عدم التوصل إلى اتفاق رسمي يضع اليمن، لأول استئناف القتال، وهذه المرة لن يكون كسابق الجولات بل أكثر شراسة وعنفا، لاسيما بعد الترتيبات التي جرت في السلطة الشرعية. والثاني: التأني من الجانبين وتجنب كليهما إطلاق الرصاصة الأولى لفسح المجال أمام المبعوث الأممي هانس غروندبرغ لمواصلة جهوده في تمديد الهدنة.
- اطراف الصراع مستفيدة من التمديد
وبينما يتوافق تمديد الهدنة ويخدم السلطة الشرعية الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، التي ما تزال في مرحلة ترتيب أوراقها بشأن سبل إدارة المرحلة وبالتالي أي تصعيد قد تكون له مفاعيل سلبية، فيما منحت الهدنة الحوثي مكاسب عجزوا عن تحقيقها عسكريا خلال السنوات الماضية، وهو ما يجعلهم يميلون إلى خيار تمديدها.
وفي هذا السياق قال غروندبرغ في بيانه "لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لاسيما في ما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله".
وتابع "سأستمر بالعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملة، والتوجه نحو حل سياسي مستدام لهذا النزاع يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة رجالا ونساء".
وقد أوفت السلطة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها بالتزاماتهما بشأن تلك البنود، لكن الحوثيين رفضوا تنفيذ الجانب المتعلق بهم وخصوصا فك الحصار عن تعز، وهو ما أدى إلى تعثر إمكانية تمديد الهدنة.
وقال مسؤول في الحكومة اليمنية الأربعاء إنّ مجلس القيادة الرئاسي أبلغ المبعوث الأممي صراحة بأنّ السلطة المعترف بها "تطالب بتطبيق كامل بنود الهدنة، بما في ذلك رفع الحصار عن تعز، للموافقة على تمديدها".
وفي اتصال بين رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا المسؤول اليمني إلى "مضاعفة الضغط على الميليشيا الحوثية للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة، وفي المقدمة فتح معابر تعز".
- ترحيب واسع
وبمناسبة تجديد الهدنة رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الخميس، بتمديد هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة بين طرفي الصراع في اليمن، شاكرًا المملكة العربية السعودية ”لقيادتها الشجاعة“ جهود تمديدها.
وقال بايدن في بيان، إن ”السعودية أظهرت قيادة شجاعة من خلال التصديق على البنود وتنفيذها“، مشددًا على أن ”الدبلوماسية الأمريكية لن تهدأ حتى يتم التوصل لتسوية سلمية دائمة في اليمن“.
وأضاف الرئيس الأمريكي: ”كان الشهران الماضيان في اليمن من بين الفترات الأكثر سلمًا منذ بدأت الحرب الرهيبة قبل 7 سنوات بفضل الهدنة التي أُبرمت في أبريل“.
وأكد بايدن أن ”عُمان، ومصر، والأردن، لعبت دورًا جعل من عملية الهدنة أمرًا ممكنًا“. وأضاف: ”الولايات المتحدة ستظل مشاركة في هذه العملية على مدى الأسابيع والأشهر المقبلة، وستركز على ردع التهديدات عن الأصدقاء والشركاء“.
كما رحب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم الخميس ، بإعلان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج، تمديد الهدنة لمدة شهرين إضافيين.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور نايف الحجرف، في بيان له، أن الاتفاق على تمديد الهدنة يعكس الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية.
مثمناً جهود المبعوث الأممي وقيادة التحالف وكافة الأطراف في تمديد الهدنة والتي قال بأنها ستثمر في استمرار تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية والوصول إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن الشقيق.
من جانبه رحب الاتحاد الأوروبي بتمديد الهدنة وقال في بيان نشر اليوم، في موقعه الرسمي، إنه “يأمل أن تؤدي الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن”. وأضاف: “يجب فتح الطرقات حول تعز”.
وأوضح البيان، أن الوفد الأوروبي، أكد خلال لقائه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ونواب رئيس المجلس، على الحاجة إلى الحفاظ على الوحدة والتماسك السياسي ضمن المجلس الرئاسي.
كما عبر عن دعم الاتحاد الأوروبي، بالتزام المجلس الرئاسي بتسوية سياسية شاملة، وسعيه إلى تحسين الاقتصاد ومحاربة الفساد وضمان تقديم الخدمات لجميع اليمنيين.
وإذ أكد الوفد دعم دول الاتحاد الأوروبي كافة الإصلاحات الرامية إلى توحيد مؤسسات الدولة. أشار أهمية إشراك المرأة في المناصب الأساسية في الحكومة والعملية السياسية.
كما أكد البيان أيضا، دعم الاتحاد الأوروبي المستمر لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، لتثبيت الهدنة وتحقيق السلام الشامل.
وخلال فترة الهدنة تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق وقف إطلاق النار، لكنها نجحت بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
وبموجب اتفاق الهدنة، كان يفترض السماح برحلتين تجاريتين من مطار صنعاء أسبوعيا، لكن خلافات حول مصادر جوازات السفر قلّصت أعداد هذه الرحلات. والأربعاء نقلت طائرة تابعة للخطوط اليمنية العشرات من المسافرين من صنعاء إلى القاهرة في أول رحلة تجارية بين العاصمتين منذ 2016.
وأفاد المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي إلى اليمن بأنّ 77 شخصا استقلوا الطائرة التي أقلعت صباحا من المطار المغلق أمام الرحلات التجارية منذ نحو ست سنوات، فيما أفاد شهود عيان بأنه لم يُسمح للصحافيين بدخول المطار.
وهذه سابع رحلة تجارية تنطلق من العاصمة صنعاء منذ بدء سريان الهدنة. والرحلات الست الأخرى كانت بين صنعاء وعمّان ونقلت غالبيتها مرضى يمنيين.
ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج الآلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.
ويعتمد نحو 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. وكانت منظمات إغاثية عاملة في اليمن دعت أطراف النزاع الثلاثاء إلى تمديد الهدنة، وقالت المنظمات في بيان "لا تدعوا شهر يونيو هو الشهر الذي يُستأنف فيه القتال"، مضيفة "لقد تعبت العائلات اليمنية من القتال".
يدور النزاع في اليمن منذ العام 2014 بين ميليشات الحوثي المتمردة، وقوات الحكومة الشرعية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.
وتسبّبت الحرب في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
وفي الثاني من أبريل الماضي، دخلت الهدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة على أن تنتهي مفاعيلها الخميس. وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.
وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق وقف النار، كما أنّ الاتفاق لم يطبّق بالكامل، خصوصا ما يتعلق برفع حصار الحوثيين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
وكانت منظمات إغاثية عاملة في اليمن دعت أطراف النزاع الثلاثاء إلى تمديد الهدنة، قائلة "رأينا الآثار الإنسانية الإيجابية للهدنة، ففي الشهر الأول من الهدنة فقط انخفض عدد القتلى أو الجرحى في اليمن بأكثر من 50 في المئة، ونظرا إلى الدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير".
ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج الآلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير.
ويعتمد نحو 80 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.