تفاصيل

الخميس - 12 مارس 2020 - الساعة 07:29 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى الثقافي / علي عبدالله العجري:

في مثل هذه الأيام من السنة يحل على الساحل التهامي "موسم الأزيب"، وهو موسم تزداد فيه موجة الرياح العاتية المحملة بالغبار الرملي المانع للرؤية، ويستمر لعدة أيام تكون الذروة في شهر مارس.

وخلال موسم الرياح (الأزيب) تكون بعض الأيام صفواً والرياح هادئة. وفي غالبية أيام الأزيب يتعطل عمل الصيادين، بسبب شدة الرياح ما يتسبب بأمواج عالية.

ويقسّم صيادو الساحل الغربي السنة إلى موسمين لحركة الصيد: موسم يكون فيه الصيد متوافراً وبشكل كبير ويشهد الإقبال عليه من قبل تجار الأسماك من مناطق مختلفة (موسم شمال)، و(موسم الأزيب) وفيه تضرب رياح موسمية طوال ستة أشهر.

ويقال: "ستة عمى وستة حمى". والعمى كناية عن صعوبة الرؤية بسبب الرياح والأتربة.

ودائماً ما يأتي الموسم مصحوباً بالموروث الشعبي من أغانٍ ومهايد للتغلب على الصعاب وثورة المواسم. وترجمة أيضاً للمشاعر وتقلب الحال من السكون إلى الشدة.

وتراث الصيد في اليمن عامر بمثل هذا التراث الشفهي الضارب في القدم والمستدام باستدامة مهنة الصيد وتقلب الأيام والمواسم.. ونقف هنا على مقطوعة فنية شهيرة تغلغت في وجدان الصيادين وأصبحت المعين لهم على قساوة أزيب وعنفوانه أغنية (وازيب قر) التي غناها الفنان أحمد فتحي من لحن مستوحى من تراث الصيد في الساحل التهامي. الأغنية من كلمات الشاعر المرحوم عبدالله حسن غدوة.. وتقول:
"ﻭﺍ ﺯﻳﺐ ﻗﺮ ﻭﺍ ﺯﻳﺐ ﻗﺮ
ﻣﺎﻝ ﺃﻣﺒﺤﺮ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ، ﻣﺎﻟﻪ ﻫﺎﺝ ﻭﺳﺘﻤﺮ
ﺧﻠﻰ ﻣﺮﻛﺒﻲ ﺷﻤﺮ، ﻭﺍﻣﺒﺘﺎﻥ ﻟﻪ ﺣﺰﺭ
ﻳﺎ ﺧﻮﻓﻲ ﺇﺫﺍ ﻋﺒﺮ، ﻳﻘﻠﺐ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻣﺤﺠﺮ
ﻭﺍ ﺯﻳﺐ ﻗﺮّ ﻭﺍ ﺯﻳﺐ ﻗﺮ
ﻟﻴلي ﻃﺎﻝ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻻ ﻧﺠﻤﻪ ﻭﻻ ﻗﻤﺮ
ﻭﺍ ﺯﻳﺐ ﻗﺮ ﻭﺍ ﺯﻳﺐ ﻗﺮ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﺑﻤﻮﺗﺮ
ﻳﺎ ﺣﻨﻴﺶ ﻭﻳﺎ ﺯﻗﺮ ﻭﺍﺯﻳﺐ ﻗﺮ ﻭﺍﺯﻳﺐ ﻗﺮ
ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺎﺷﻖ ﺃﻣﺒﺤﺮ ﺣﺒﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺼﻐﺮ
ﻓﻲ ﺣﻠﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﻣﺴﻔﺮ ﺃﻟﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ
ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺧﻄﺮ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻄﺮ
ﻭﺍ ﺯﻳﺐ ﻗﺮ ﻭﺍ ﺯﻳﺐ ﻗﺮ